27 - 09 - 2024

مدينتي الفاضلة | ياااا ظالمني.. جددت "رخصتى" ليه !

مدينتي الفاضلة | ياااا ظالمني.. جددت

هذا المقال ليس للتنوير، ولا لحث وحدة مرور النزهة على احترام المواطن لا سمح الله .. أكتبه فضفضة، واعتذارا لكل من يعلق على مقالاتي بكلمة "مفيش فايدة"، أتضامن معكم لأن المرور هزمنى!! وسأعاود المطالبة بالمدينة الفاضلة، لأننا نستطيع، ولأننا نستحق.. لكنني اليوم أسجل صورة حية غالبا غير متاحة لوزير الداخلية.. ولا تهم مجلس نوابنا، لإعلانهم أنهم فوق مستوى المواطن العادي. هذه رحلة ساعتين فحص واستلام رخصة دفعتها الكترونيا بنجاح، فأصابتني بمرارة توابع الأمل. 

وحدة مرور النزهة مقبولة الزحام وسط الاسبوع بعد العاشرة صباحا.. الوصول لموقعها عبر شوارع  توسعت وتسفلتت لحين ننعطف يمينا عند موقع وحدة المرور، لنواجه نموذجا للحفاظ على تراث بهدلة المواطن دافع الرسوم والضرائب والمخالفات دون رسائل نصية!!  

مطالع منزلقة وأكوام ردش وأرضية غير ممهدة تواجه صف أكشاك الجباية.. أولها لسحب مجموعة الأوراق المطلوبة مقابل 115 جنيها مصريا، تكلفتة طباعتها أقل من خمسة جنيهات!! مجموعة سُيًاس بدفاتر، كل ركنة بعشرة جنيه!! موظفو رفع البصمة بزي موحد لتمييزهم والتأكد إنك صاحب السيارة، كلام جميل.. ننتقل لمهندسي الفحص، باشاوات سيماهم على وجوههم!! 

نحمل أختامهم ونخرج للركن بعيدا واستكمال صف الأكشاك، حيث الدفع كاش لأنهم تبع " أمان" وخارج المبنى!! مقابل الفحص الالكتروني 190 ج، شراء طفاية حريق 360 ج، شراء مثلث وحقيبة طبية مبلغ 635 ج - هنا اعترضت لأني أملك المثلث والحقيبة سليمة لم تستخدم وفي سيارتي!! همس الموظف، أوامر، سألته هل تغير المثلث إلى مربع مثلا، فالتزم بأدب الصمت لتأكده من خضوعي! الكشك التالي 70 جنيها ثمن ملف داخل غلاف عليه إعلانات الرٌعاة، مؤسسة الايمان ورياض الصالحين!! حوالي 100 ج إكراميات حسب ذوق المواطن!! المجموع 1470 جنيها مصريا فوريا!! 

عند آخر مطالبة اكتشفت نفاد نقودي، فأشار على موظفى الجباية بالسحب من ماكينة محطة البنزين الملاصقة!! الحقيقة لديهم حلول لكافة عثرات المواطن!!

جمعت كل الفكة من السيارة واعتذرت- احتياطي- عن العشرين جنيه – احتياطي- لإثنين من السياس، وكانوا في غاية اللطف، لأنهم شبعانين.

الحمد لله دخلت المبنى، ولأول مرة أجد ملفي القديم - حيث اعتدت دفع 50 جنيها لدوام ضياعه كل تجديد!! - فكرت لسذاجتي أرجع الغلاف والدوسيه وأسترد الـ 70 جنيها أرجع بيهم البيت، فابتسم الموظف باترا الحوار.. طالبوني بالصعود للنيابة لاستخراج شهادة دفعتها أون لاين!!

صعدت سلالم، حوائط أسفل كوبري روض الفرج القديم أنظف منها.. طالبوني بـ20 جنيها لطباعة المستند!! أخرجت الفيزا قالوا السيستم واقع!! منحتهم أجرة السٌيًاس! والتفت خلفي حيث الأرشيف مكدس بملفاتنا العتيقة، وليس بينها ولا ملف بغلاف!! شيطاني تَخًيل مواطن وحش يُلقي عقب سيجارة!!

نزلت مفلسة، جلست على مقعد مغلف بعجينة تلوث، انتظارا لاستلام الرخصة.. هنا ركن خدمة  كبار السن، تبادلنا مواجع اختصارها مش عاوزين عربيات ولا فرحانين بالسواقة، محتاجين انتقالات وتعدية شوارع آمنة.. وتبادلنا نوادر المخالفات، انا دفعت 560 ج مخالفات دون تلقي رسائل نصية، مع مصاريف نيابة ومحكمة وبريد!! زميلة دفعت 300 ج تخطي سرعة 60 على الدائري، تم إلغاؤها لتعود 100 دون إلغاء مخالفاتها!! واتفقنا على حكمة تجنب مصاريف ومشاوير التظلم في الدراسة.. قطع حوارنا شاب لطيف لابس تي شيرت "فورى"، بطلب 30 جنيه لزوم طباعة إيصال الدفع فوري!! نصيب وزارة الاتصالات!! تطوع موظفان للسداد عني! لم أشعر بالإهانة.. دقائق وتسلمت رخصة سيارتي، استنجدت بابنتى وسددت ديونى.. الملف وسيارتي برخصة 3 سنين للبيع، إلا لو سدد المرور ديونه للمواطن!
-------------------------
بقلم: منى ثابت 

 

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | دستور الإجراءات الجنائية ضد الدستور